يوم ربيعي كوجهها .. استيقظت وروح الفرحة و الشوق تغمر قلبها .. تعانق وجدانها
يوم جميل كجمال بسمتها .. هذا اليوم هو عيد فرح قلبها .. عيد ميلاد حبيبها
نهضت من مخدعها تسابق لوعتها و شوقها تفكر في يوم يدونه تاريخ حبها
جلست تتجمل بألوان زاهية كقلبها تكحل عيناها و ترسم شفتاها بلون احمر قرمزي شهي
يعكس حرارة لهيبها تتفن في رسم أحلامها و تتخيل منظر حبيبها و هي معه بكامل أناقتها و جمالها
تباغتها الساعة فتسرع في تجملها .. مضى وقت وهي أمام المرآة .. تتجمل تارة
و تنظر إلى الساعة تارة أخرى و كأنها تسابق عقاربها .. تحتار بأي حلة و
رداء تزين جسمها ..
تختار و تحتار ...
قربت الساعة .. خرجت كغزال تطلب الحرية ... تسابق عجلات السيارات و هواء المدينة ...
بخطوات متسارعة حالمة تركض و كأنها فراشة خرجت لتوها من شرنقتها تطلب حياة وردية
تحمل بين أجنحتها هديته ووردة مخملية تبعث في نفسها الحلوة تفاؤل و فرحة
.. تقصد مكتبه .. تطير و ألوان فرحها مبعثرة على السلالم ... شهيق الهدأة
مسافرة في رئتيها و صمت هامس في عينيها ... تفتح الباب ...
تطير أحلامها و فرحتها .. لوعتها و نشوتها ..... حبيبها في أحضان أخرى
تتجمد في مكانها ... تسقط أجنحتها الوردية و تتشنج فرحتها العارمة
تجمد الدم في عروقها .. منظر ينثر رذاذ الثلج على حرقتها .. تغلق باب الأحلام في هدأتها
تنظر إليه .. تراه على مشارف خيبتها ممزوجة بانكسار قلبها ...
تنظر إليهما و الخطيئة تغطيهما... كانت هي تلك السكرتيرة التي لطالما تجاهلها.. لم تتخيل أبدا هذا المنظر و خاصة معها.
قطّعت حبها المتناثر بسكين هم و علقته بسقف خيانته ... تنظر إليه... طأطأ رأسه بكل جبن و قذارة متسخة حد اللعنة.
تراهما كمجرمين ينتظران حكم قلبها و كرامتها على خيانة لا تغتفر مع سبق
إصرار و ترصد ... أرادت تنفيذ حكمها بغمز سكين قاتلة في قلبيهما
لكن ... ببراءة طفلة فضلت الانسحاب بصمت ... غارقة في صدمتها ... و نار الحرقة تخنقها.
أجّلت احتراقها .. احتست رشفة من كأس خيبتها ... غرقت في دمعها ... ما أجملها و هي تبكي.. و ما أقبحه و هو يخون
خرجت من صدمتها رافعة راية صمت تعبر بها مشارف ذكرى مكسورة مسحوبة بندم
تمر بين أزقة الأسئلة الضيقة .. تقصد مرآتها التي تركتها منذ ساعات ... تتمايل بين زواياها
تبحث عن نفسها بأدراج أطياف ضبابية .. تلمح وجهه الأسود ... وجه خائن قذر
... يتراء لها المشهد في زوايا المرآة .. تتناول حرقتها لتكسر مرآتها ...
و تعود لخيبتها و ألمها ...