ضغط الدم المرتفع :-زيادة
الضغط الشريانى عن 140/90 مم زئبق فى قياسات متكررة وفى زيارات مختلفة
للطبيب تشكل مرضا يعرف بضغط الدم المرتفع لذلك عرف الحد الأقصى لضغط الدم
الطبيعى 140/90 مم زئبق وما زاد عن ذلك يعد حالة مرضية تستوجب المتابعة
والبحث والعلاج.
يعد مرض ارتفاع ضغط الدم أحد الأمراض واسعة الانتشار فى كافة أنحاء العالم
وتبلغ نسبة الإصابة بهذا المرض حوالى عشرون إلى ثلاثون فى المائة من
السكان البالغين فى معظم بلدان العالم الغربى وكثير من بلاد العالم يعانون
من ارتفاع ضغط الدم .
وينتشر هذا المرض بوجه خاص فى اليابان حيث تبلغ نسبة الإصابة حوالى أربعون
فى المائة ويعد السبب الرئيسى للعجز و الوفاة فى هذا الجزء من العالم
ويندر مرض ارتفاع ضغط الدم عند القبائل البدائية التى تعيش فى إفريقيا و
آسيا وأمريكا اللاتينية والتى لا تستخدم ملح الطعام فى غذائها .
خطورة مرض ضغط الدم :-
لا يسبب ارتفاع ضغط الدم أى أعراض أو شكوى للمريض إلا إذا حدثت عنه مضاعفات خطيرة حتى عرف باسم القاتل الصامت .
وهذه أحد أسباب خطورة هذا المرض فالطريقة الوحيدة لمعرفته هى قياس ضغط الدم بواسطة جهاز القياس .
وخلافا للشائع بين كثير من العامة فليس الصداع و الدوخة وطنين الأذن أو
نزيف الأنف أعراضا خاصة للضغط فهى موجودة بنفس النسبة بين الأشخاص ذوى
الضغط الطبيعى ومرضى ضغط الدم المرتفع .
وكثيرا ما يصل مستوى ضغط الدم أرقام عالية خطيرة تزيد عن 200 / 130 مم
زئبق دون أن يسبب ذلك أى شكوى للمريض خاصة فى حالات ارتفاع الضغط المزمنة .
وترجع خطورة ارتفاع ضغط الدم لتأثيره المباشر على القلب و الكليتين والمخ
وشرايين الجسم المختلفة فهو يعد السبب الرئيسى لانفجار شرايين المخ وحدوث
نزيف داخل الدماغ وما يتبعه من شلل وعجز ووفاة كما أنه سبب رئيسى لتضخم
القلب وفشله كما أنه يعجل بعملية تصلب الشرايين وضيقها نتيجة ترسب الدهون
داخل جدرانها مما يؤدى إلى انسدادها فهو أحد الأسباب الرئيسية للإصابة
بأمراض الشرايين التاجية التى تغذى عضلة القلب ويؤدى انسدادها إلى تلف جزء
من عضلة القلب وما يتبع ذلك من مضاعفات خطيرة قد تؤدى إلى الوفاة .
كما أن الضغط المرتفع يؤدى فى المدى البعيد إلى تدمير شرايين الكليتين وما
ينتج عنه من تدهور فى وظائفهما ينتهى بالفشل الكلوى المزمن .
وفى بعض الأحيان يؤدى ارتفاع ضغط الدم إلى تسقق الشريان الرئيسى بالجسم (
الابهر ) وانفجاره . كذلك قد يتطور ارتفاع ضغط الدم إذا أهمل علاجه فيدخل
فى مرحلة شديدة تعرف بارتفاع ضغط الدم الخبيث يؤدى إلى تدمير شامل لشرايين
الجسم الصغيرة وما يتبع ذلك من فشل أجهزة الجسم المختلفة .
أسباب ارتفاع ضغط الدم :-
فى حوالى أكثر من تسعون فى المائة من حالات ارتفاع ضغط الدم لا يوجد سبب
محدد معروف وهذه الحالات تعرف بارتفاع ضغط الدم الأولى ، لتفرقتها من
حالات ارتفاع ضغط الدم الثانوى الناتج عن مرض أو سبب محدد يمكن علاجه
بطريقة قاطعة .
وعلى الرغم من ندرة حالات ارتفاع ضغط الدم الثانوى ، إلا انه يجب البحث
عنها عند وجود شبهة حدوثها . خاصة فى حالات ارتفاع ضغط الدم عندى صغيرى
السن و المراهقين و الشباب أو عند مصاحبة ارتفاع ضغط الدم لأعراض خاصة مثل
الصداع الشديد المفاجئ و العرق ، ضربات القلب الزائدة وضعف العضلات أو
حدوث سمنة زائدة أو عدم استجابة ارتفاع ضغط الدم للعلاج بصورة مرضية أو
عند ظهور ارتفاع الضغط فجأة . ومن الأسباب المعروفة لارتفاع ضغط الدم
أمراض الكليتين مثل ضيق الشريان الكلوى أو التهاب الكليتين الحاد و المزمن
وتشوهات الكليتين الخلقية كذلك الضيق الخلقى للشريان الأورطى وأمراض الغدد
الصماء مثل أورام الغدة فوق الكلية ( الغدة الكظرية ) والغدة النخامية وقد
تؤدى استخدام بعض العقاقير لارتفاع مؤقت لضغط الدم . فعقاقير منع الحمل
وكثير من الأدوية المستخدمة فى علاج الروماتيزم وكذلك الكورتيزون ومشتقاته
وأدوية البرد والزكام التى تحتوى على مواد قابضة وبعض الأدوية المستخدمة
فى العلاج النفسى قد تؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم أو عدم استجابته للعلاج .